جراحة إنقاص الوزن للمراهقين

0 280

العالم الآن – من المعروف أن السمنة المفرطة تعتبر من أكبر المشكلات الصحية، التي تؤثر على صحة الأطفال والمراهقين بالسلب، وتهدد بإصابتهم بالكثير من الأمراض التي يمكن أن تلازمهم طيلة حياتهم، مثل الإصابة بمرض البول السكري من النوع الثاني، وكذلك الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن الحالة النفسية السيئة التي تلازم الطفل أو المراهق البدين، سواء من عدم الرضا عن مظهره، أو من سخرية الزملاء، ولعدم تمكنه من المشاركة في أداء بعض النشاطات والألعاب نتيجة للوزن. وعلى الرغم من أن التمرينات الرياضية والنظم الغذائية تعتبر الحل الأمثل لفقدان الوزن، إلا أنها تحتاج إلى وقت طويل ومثابرة وإرادة، ولذلك يلجأ الكثيرون إلى العمليات الجراحية للوصول إلى الوزن المثالي.
وعلى الرغم من أن عمليات إنقاص الوزن (bariatric surgery) لم تكن علاجاً مألوفاً لدى المراهقين، إلا أنها بدأت في الانتشار لعدة أسباب؛ منها زيادة معدلات السمنة نفسها بين المراهقين بشكل غير مسبوق، إلا أن السبب الأهم كان في الموافقة على إجراء تلك العمليات (عند الضرورة) من قبل «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» (FDA).
وما زالت هذه العمليات غير متاحة كحل علاجي للأطفال حتى الآن، خصوصاً بعد أن حققت هذه نجاحات على مستوى المظهر والمستوى الصحي، فضلاً عن مستويات الأمان الكبيرة المصاحبة لإجرائها؟ وفي المجمل فإن أخطارها هي أخطار أي عملية جراحية أخرى مثل النزيف ومخاطر التخدير، وإمكانية حدوث عدوى مكان الجرح، أو انسداد في الأمعاء، وهي أخطار نادرة الحدوث. وتبعاً لدراسة أميركية، فقد تم إجراء هذه العمليات في العام الماضي على 242 مراهقاً، كانت هناك نسبة منهم بلغت 33 في المائة لديهم خطورة الإصابة بأمراض القلب. وبعد متابعتهم بعد إجرائهم لجراحات إنقاص الوزن بـ3 سنوات تبين أن هذه النسبة انخفضت لتصل إلى 5 في المائة فقط.

  • أنواع الجراحات
    هناك عدة أنواع من هذه العمليات تهدف إلى تقليل وتصغير حجم المعدة، بحيث يشعر المراهق بالشبع سريعاً، وبالتالي لا يحتاج إلى كميات كبيرة من الطعام، الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية.

    من أهم وأشهر الطرق التي يتم عملها في المراهقين هي طريقة تكميم المعدة (Gastric sleeve)، وفيها يقوم الجراح باستئصال جزء كبير من المعدة، ما يجعل المعدة أقرب إلى شكل الأنبوب أو القناة أكثر منها شكل الكرة أو البالون المتعارف عليه للمعدة؟ وبطبيعة الحال بعد استئصال هذا الجزء يصبح حجم الأنبوب الجديد صغيراً جداً، ولا يستوعب كميات كبيرة من الطعام، ما يؤدى بالضرورة إلى فقدان الوزن الزائد.
    هناك نوع آخر من العمليات يسمى تحويل مسار المعدة (Gastric Bypass)، وهو أقل انتشاراً في المراهقين عنها في البالغين. وفي هذا النوع من العمليات يتم تجاوز المعدة بحجمها الكبير، بعد أن يقوم الجراح بخلق ما يشبه الجراب أو الكيس صغير الحجم (pouch) من الجزء الأعلى من المعدة، بحيث يصبح هذا الكيس هو المعدة الجديدة متجاوزاً المرور بالمعدة الأصلية. ويقوم الجراح بعد ذلك بتوصيل هذه المعدة الجديدة بالجزء الأوسط من الأمعاء الدقيقة متجاوزاً أيضاً بدايتها التي تكون ما زالت متصلة بالمعدة القديمة (لهذا الوصف يطلق على العملية تحويل مسار وليس استئصال). وبعد العملية ومثل العملية السابقة تكون المعدة الجديدة صغيرة الحجم سريعة الامتلاء بأقل كمية طعام، وبالتالي يشعر المراهق بالشبع سريعاً، ولا يتناول كميات كبيرة من السعرات، فضلاً عن امتصاص كميات أقل من الطعام، نظراً لأن الأمعاء الدقيقة أصبحت أصغر في الحجم أيضاً، ولذلك الذين يقومون بإجراء هذه العملية يفقدون الوزن بشكل أكبر من الذين يقومون بعملية التكميم.

  • مضاعفات محتملة

    آخر نوع من العمليات هو ربط المعدة (Gastric Banding)، وفى الأغلب لا يتم إجراؤها للمراهقين، وفي هذا النوع من العمليات يقوم الجراح بوضع ما يشبه حزاماً من السليكون حول الجزء الأعلى من المعدة، وخلق كيس صغير من ذلك الجزء العلوي للمعدة، وبذلك يشعر المريض بالامتلاء والشبع سريعاً؟ وتختلف هذه العملية عن العمليات الأخرى في أنها مؤقتة، بمعنى أن مساحة هذا الكيس يمكن أن تزيد أو تقل تبعاً للحزام، ومدى ضيقه أو اتساعه أو حتى إزالته تماماً، حسب رغبة المريض. وهذه العملية تحمل مضاعفات أقل من النوعين السابقين، ولكن المرضى لا يفقدون الوزن بشكل مماثل للجراحات الأخرى، كما أنها لم تنل موافقة «FDA» حتى الآن للمراهقين تحت 18 عاماً.
    وبالطبع وكأي إجراء، يكون المرضى الذين أجروا عمليات إنقاص الوزن أكثر عرضة لبعض الأعراض المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل الشعور بالألم بعد الأكل، أو حدوث ارتجاع للحامض المعدي في المريء، وكذلك الإسهال، خصوصاً إذا تم تناول الطعام بشكل سريع جداً، أو بكميات كبيرة، وذلك نظراً لصغر حجم المعدة.
    ولتفادي حدوث هذه الأعراض، يجب أن يتم التعود على تناول كميات صغيرة من الطعام تختلف تماماً عن النظام المعتاد، كما يجب أيضاً أن تكون الفترة بين كل وجبة متباعدة، وكذلك يكون لزاماً عليهم مضغ الطعام بشكل جيد. ومن عيوب هذه العمليات أيضاً أن المراهق ربما لا يحصل على الاحتياجات الغذائية الكافية، حيث إنه يتناول كمية صغيرة من الطعام، بجانب أن الطعام لا يحدث له امتصاص بشكل كامل، نظراً لمروره في الجهاز الهضمي بشكل غير مكتمل نتيجة للاستئصال، وبذلك يفقد الجسم الكثير من احتياجاته الغذائية.
    ” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد