العالم الآن …نُغادِرُ بيوتَ أهالينا في مُقتبَلِ شَبابِنا لبيوتٍ نراها قصوراً للأحلامِ ومرحلة جديدة تَحمِلُ الإستقلالية والخصوصية…فنفرحُ بترتيبها وتجهيزها والعناية بتفاصيلها ما استطعنا.
…وما أن نضع أرجلنا في تلك القصور التي اعتقدنا،… حتى يعصف بنا ذاك الشعور والحنين،… فيُردِدُ القلب والوجدان تلك الكلمات بعاطفةٍ”تشلع”القلبَ تَعَلُقاً لتُردد في كلّ حين:-“اشتقت لبيت أهلي”..فلا ماءَ كمائِهم ،ولا طعمَ لطعامٍ كطَعمِ طعامِهم ولا حديقة كحديقة منزلهم…حتى الأثاث له حنين ولكُلِّ شيءٍ في القلبِ رنين،…وذاكَ التلفاز الذي في بيت “أهلي” ليسَ كتلفازنا…فلا يزال يجذبني كل ما يبث في حضور العائلة بالصباحات والمساءات،…
….لا تزال لأطباق أهلي تلك النكهة المُتقنة اللذيذة والتي لا أجدها بأفخر مطاعم العالم الفخمة مهما حاولت البحث عن مثيلها.
…أذكر أن والدتي و أختي الغالية كانتا تخُصاني ببعض الأطباق التي أحب من الطعام؛ إن لمْ أتمكن من الذهاب لاجتماعات العائلة لتناولها معهم،…فكنت بعد تناولها عند “جلي الأطباق”أضعها جانباً بعنايةٍ ولهفةٍ توشك على الإحتضان وأقول في قلبي”هدول صحون بيت أهلي”.
#رانيا_أبوعليان