عون: من ليست لديه الخبرة فليتفضل إلى بعبدا

0 564

العالم الآن – انتقد الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، «التباطؤ» في معالجة الأزمة، قائلاً إن «لبنان يمر بأزمة تتم معالجتها، وعلى الجميع العمل ليل نهار للانتهاء منها في أسرع وقت، لأن الوضع لا يسمح بالتمادي بالوقت»، داعياً «من ليس لديه الخبرة لإنهائها بسرعة، ليتفضل إلى بعبدا، ونحن نقوم بإنهائها له». وأيد رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، عون، في وجود تباطؤ، فيما شدد البطريرك بشارة الراعي على ضرورة البدء بمكافحة الفساد السياسي.

وأكد عون في أعقاب الخلوة التي عقدها والبطريرك الماروني بشارة الراعي، قبيل القداس الذي أقيم في بكركي أمس لمناسبة الفصح، أن «لا ضرائب جديدة ستفرض على المواطنين الفقراء والمعوزين»، مشدداً على «أننا نعلم كيف ومتى يجب أن تفرض الضرائب، وأن لبنان سيزدهر ويخرج تدريجياً من الصعاب التي تواجهه».

وقال عون: «إننا نمر في لبنان بأزمة تتم معالجتها»، آملاً أن تنتهي في أسرع وقت لأن الوضع لا يسمح بالتمادي بالوقت. وقال: «من ليس لديه الخبرة لإنهائها بسرعة، فليتفضل إلى بعبدا، ونحن نقوم بإنهائها له، لأن ليس من المقبول أن تبقى الأمور سائرة بهذه الوتيرة البطيئة». وأضاف: «نحن نتمنى على الجميع أن يعملوا ليل نهار لمعالجتها، فالقصة ليست ممارسة هواية. الأزمة صعبة، ولكن ليس من الصعب أن نتخطاها. بدأنا اليوم ببرنامجنا عبر إنجاز خطة الكهرباء، وبعدها الموازنة، ومن ثم الخطة الاقتصادية، وبعدها البيئة. والأمور ستأخذ منحى تصاعدياً، ولبنان سيزدهر وسيخرج تدريجياً من الصعاب التي تواجهه».

ورداً على سؤال عن تدخل الأجهزة الأمنية بعمل القضاء، قال: «حين تحدث مخالفات نتخذ التدابير اللازمة».

ولفت إلى أن ما أقلق اللبنانيين هو كثرة الكلام خارج المحادثات الداخلية والإجراءات التي يتم درسها. فـ«عندما يتم درس الموازنة، تطرح جميع الإجراءات والأفكار، وفي المحصلة ترفع موازنة مدروسة إلى مجلس الوزراء، ولا يتم التداول بأي إجراء قبل طرحه أمام مجلس الوزراء».

وطمأن اللبنانيين قائلاً: «نعلم أن هناك مواطنين فقراء ومعوزين لن نفرض ضرائب عليهم. كما نعلم كيف يجب أن تفرض الضرائب وعلى من. فلا ينشغل بالكم». وأكد، رداً على سؤال عن الحملة على الفساد، أنه تم توقيف بعض الأشخاص في هذا الملف، داعياً الجميع إلى متابعة الأخبار الدقيقة عن هذا الموضوع، وليس الشائعات.

أما الراعي، فشدد على «ضرورة البدء بمكافحة الفساد السياسي الظاهر في سوء الأداء، وإهمال موجبات المسؤولية عن الشأن العام، والغنى غير المشروع بشتى الطرق، واستغلال الدين والمذهب لخلق دويلات طائفية في هذه أو تلك من الوزارات والإدارات العامة وأجهزة الأمن، وتكوين مساحات نفوذ فوق القانون والعدالة وسلطة الدولة».

وأعرب الراعي عن تأييد الرئيس عون فيما قاله في احتفال نقابة المحامين، بشأن تحرير القضاء من تدخل أي مرجعية سياسية أو حزبية أو مذهبية، داعياً من جهة ثانية السلطة السياسية إلى اتخاذ تدابير مجدية، بدلاً من تقاذف المسؤوليات، وذلك من خلال إقفال أبواب هدر المال وسلبه، وضبط الإنفاق والاستدانة، والحد من الفساد والمحاصصة، ولملمة مال الدولة من مختلف مصادره، وجمع ما يتوجب على المواطنين من ضرائب ورسوم، في جميع المناطق ومن الجميع، مشدداً على ضرورة تحديد مساحات عملية للتقشف، والحرص على ألا تكون على حساب ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة.

وحضر رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، قداس الفصح في بكركي. ولفت إلى أن «الأوضاع التي نمرّ فيها صعبة، والجميع يشعرون بذلك، إلا أن لا مشكلة من دون حل، وعلينا أن نضع جميعاً كل ما لدينا من جهد من أجل إخراج البلاد من هذه الأوضاع، ونسأل الله أن يقدّرنا على فعل ما هو خير للبنان».

ورداً على سؤال عما إذا كان حزب «القوّات» سيوافق على المقترحات التخفيضية التي تم اقتراحها في اجتماع «بيت الوسط»، شدد جعجع على أنه لن يدخل في أي تفصيل في الوقت الراهن، باعتبار أن كل الاحتمالات لا تزال مطروحة على طاولة البحث، وهي بحاجة للكثير من البحث والعمل عليها، واستطرد: «من المؤكد أننا جميعاً معنيون بألا يتضّرر الناس إلا أننا في الوقت نفسه أيضاً علينا أن ننقذ البلاد من الأوضاع السيئة التي تمرّ فيها، باعتبار أنه إذا ما انهارت الأوضاع فستنهار على رؤوس الجميع ولن توفر أحداً».

وشدد جعجع على أن الأهم في هذه المرحلة «ألا نغش الناس كالخروج بشعارات كبيرة كعدم مد اليد إلى جيوب الناس والفقراء، ومحاربة الفساد، التي لا تنفع بشيء في الوقت الراهن، باعتبار أن الوضع دقيق، وعلينا خلال الأشهر المقبلة العمل على حل الأزمة»، مؤكداً «أننا بحاجة لخطوات عمليّة كإقرار موازنة جديّة بدل هذه الشعارات الكبيرة والطنانة والرنانة التي لا تطعم خبراً، وتفرغ جيوب الناس في الوقت نفسه». ولفت إلى أن هناك تباطؤاً في معالجة الأزمات.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد