قوات غرب ليبيا تسيطر على آخر معاقل الجيش الوطني قرب العاصمة

0 338

العالم الآن – سيطرت القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا يوم الجمعة على آخر معقل رئيسي لقائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر قرب طرابلس، بعد انهيار مفاجئ لحملة بدأها على العاصمة قبل 14 شهرا.

مقاتلون من القوات الموالية للحكومة الليبية المعترف بها دوليا في طرابلس في صورة بتاريخ الرابع من يونيو حزيران 2020. تصوير: أيمن الساحلي – رويترز.
وقالت مصادر عسكرية في قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) إنها انسحبت من مدينة ترهونة واتجهت صوب سرت على الساحل وقاعدة الجفرة الجوية في وسط ليبيا. ولم يصدر الجيش الوطني الليبي تعليقا رسميا حتى الآن.

وبهذا التقدم بسطت حكومة الوفاق الوطني والقوات الموالية لها سيطرتها على معظم أنحاء شمال غرب ليبيا واستردت الكثير من المكاسب التي أحرزها حفتر منذ العام الماضي عندما بدأ الزحف نحو طرابلس.

وتلقى حكومة الوفاق دعما من تركيا في حين يستمد حفتر الذي لا تزال قواته تسيطر على الشرق وحقول النفط في الجنوب الدعم من روسيا ومصر والإمارات.

وبدأت الأمم المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية في عقد محادثات مع الجانبين بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار على الرغم من عدم الالتزام باتفاقات هدنة سابقة.

والمكاسب التي حققتها حكومة الوفاق الوطني الليبي قد ترسخ الانقسام الفعلي في ليبيا بين مناطق خاضعة للحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب واللتين يتنافس داعموهما الأجانب على النفوذ الإقليمي.

وساعد الدعم العسكري التركي، من خلال ضربات بطائرات مسيرة ودفاعات جوية والإمداد بمقاتلين سوريين متحالفين مع أنقرة، حكومة الوفاق على تحقيق نجاحاتها الأخيرة. وتعتبر تركيا أن ليبيا شديدة الأهمية في حماية مصالحها بشرق البحر المتوسط.

لكن الجيش الوطني الليبي لا يزال يحتفظ بدعمه الخارجي. وقالت واشنطن في الأسبوع الماضي إن موسكو أرسلت طائرات حربية إلى قاعدة الجفرة التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي، رغم نفيه ونفي روسيا ذلك.

وتقول الأمم المتحدة إن الأسلحة والمقاتلين يتدفقون على ليبيا على الرغم من حظر على السلاح، مما ينذر بتصعيد أكثر شراسة.

على صعيد آخر، توقفت إيرادات الطاقة بالكامل تقريبا بعدما أغلقت قوات شرق ليبيا الموانئ النفطية، وأصبحت الحكومتان في الشرق والغرب تواجهان أزمة مالية وشيكة.

* معقل

تقع ترهونة في التلال جنوب شرقي طرابلس وكانت قاعدة أمامية لهجوم حفتر على العاصمة. ويشير سقوطها السريع إلى أن داعمي حفتر في الخارج كانوا أقل ميلا لدعم مسعاه للسيطرة على البلد بأكمله بعد تدخل تركيا الحاسم لوقفه.

وقالت غرفة عمليات حكومة الوفاق الوطني في بيان إن قواتها سيطرت على ترهونة بعد دخولها من أربع جهات. وقالت مصادر في الجيش الوطني الليبي إن بعض السكان فروا باتجاه الشرق وإن عائلة الكاني التي تسيطر على ترهونة منذ عام 2014 انسحبت أيضا.

وظهر في مقاطع فيديو وصور منشورة على الإنترنت أفراد من قوات حكومة الوفاق على ما يبدو داخل المدينة يتبادلون العناق فيما يطلق آخرون النار في الهواء.

وقال مسؤول تركي ”تتحرك قوات الحكومة الليبية سريعا على نحو منظم وباستخدام طائرات مسيرة مسلحة. قد يكون هناك حل على الطاولة لكن قوات حفتر تخسر أراضي بكل المقاييس“.

ودعت منظمة العفو الدولية، التي وثقت في الآونة الأخيرة تهديدات مقاتلين تابعين لحكومة الوفاق الوطني بأعمال قتل انتقامية في ترهونة، إلى وضع نهاية للهجمات الانتقامية من الجانبين على المدنيين.

وقالت المنظمة إن قوات حكومة الوفاق الوطني التي تورطت في أعمال انتقامية أثناء تقدمها غربي طرابلس في أبريل نيسان لم تتعرض للحساب أو المساءلة حتى الآن. وأضافت أن الجانبين شنا هجمات عشوائية في مناطق مدنية بأنحاء طرابلس في الأسابيع الأخيرة، بينما زُرعت الألغام ونٌصبت الشراك على نطاق واسع قبل انسحاب الجيش الوطني الليبي والمتعاقدين الروس الذين يدعمونه.
” رويترز”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد