لبنان ينعى جان عبيد… رجل الحكمة والدبلوماسيّة إجماع سياسي على الإشادة بدوره

0 196

العالم الان – نعى لبنان بمختلف أطيافه السياسية، النائب والوزير السابق جان عبيد الذي توفي أمس (الاثنين) عن عمر يناهز الـ82 عاماً إثر مضاعفات صحيّة متعلّقة بإصابته بفيروس «كورونا»، وهو إجماع قليلاً ما يتكرر في لبنان لجهة الإشادة بشخصية سياسية ودورها الوطني الذي لعبته خلال مسيرتها.
ورغم الاختلافات السياسية، فإن «وسطية» جان عبيد وحكمته، والدور الذي لعبه منذ الحرب اللبنانية بالانفتاح على مختلف الأطياف والتوسط بين الأطراف المتصارعة، مهّدت لهذه الإشادة الجامعة به في يوم رحيله. ووصفه رئيس الجمهوريّة ميشال عون برجل المسيرة الحكيمة والمعطاءة على الصعيدين السياسي والوطني. ونوّه عون بالدور الذي لعبه الراحل في الحياة السياسية اللبنانية نائبا ووزيرا، والمواقف التي اتخذها خلال مسيرته.
ونعى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأعضاء المجلس النيابي عبيد، مشيرين إلى أنّ المجلس سيفتقد «قامة تشريعية وطنية نذرت نفسها حتى الرمق الأخير من حياتها عملا دؤوبا من أجل حفظ لبنان الوطن والرسالة، ولبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه».
واعتبر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أنّ لبنان خسر برحيل عبيد «رجلاً نبيلاً أغنى الحياة السياسية ومنابرها بحكمته وثقافته وصدق وطنيته وكرم أخلاقه وحيويته في ابتكار الأفكار التي تحمي لبنان والعيش المشترك»، متقدما في تغريدة له بالتعازي «لزوجته وأبنائه وإخوانه ورفاق عمره ومسيرته ولأبناء طرابلس التي أحبها وأحبته وعائلته الكبيرة في لبنان والعالم العربي».
ورأى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أنّ عبيد رحل «بهدوء يشبه سكينته التي تحصن بها منذ سنوات، وهو يتألم للواقع الذي يعيشه لبنان»، مضيفا أنّه مع رحيل عبيد «فَقَدَ الاعتدال بوصلة لطالما كانت تشير إلى حقيقة أن اللبنانيين محكومون بالعيش الواحد» وأنّ عبيد كان «نموذجا لتلك الصورة التي تجمع ولا تفرق، لكنها واضحة في قول الموقف الذي يؤمن به من دون تجريح ولا فرقة ولا توظيف ولا مطامع».
ورأى دياب أنّ لبنان سيفتقد «الرقي الذي طبع أداء عبيد في السياسة، كما سيفتقد مفكرا كبيرا تبحر في الدين والسياسة والعروبة والتاريخ».
ورأى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط أنّه مع رحيل عبيد «رحل آخر الحكماء عن لبنان الغارق وسط غابة التوحش والاغتيال والأثلاث المعطلة لقوى الجهل والحقد والظلامية المحلية والإقليمية»، مضيفا في تغريدة: «رحل الرجل الوطني والعربي الكريم الأخلاق والنفس، فاعتبر أن لا قيمة للإنسان خارج محبة المسيح وعدل الرسول. رحل الحبيب جان عبيد صديق كمال جنبلاط وفلسطين».
هذا واعتبر رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أنّ عبيد كان «شخصية عريقة رسخت نهجا فريدا في فن الدبلوماسية السياسية برصانة الكلمة والموقف، أرسى على مدى سنوات طويلة نموذجا خاصا في العمل السياسي جعله على علاقة وطيدة بمختلف الأطراف، من دون أن يحيد عن القناعات الوطنية والسياسية التي كان يؤمن بها ويناضل في سبيلها».
بدوره، نعى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة الفقيد، واصفا إياه «برجل الحوار الوطني والدبلوماسية الراقية»، ومعتبرا أن لبنان «فقد برحيله ركنا من أركان الاعتدال وهامة وطنية». وذكر وهبة بأن الراحل «كرس حياته لخدمة الوطن وحماية مصالحه والدفاع عنه في المحافل الدولية».
أمّا النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس فقال إنّ عبيد خسارة للبنان وللحياة السياسية فيه، واصفا إياه في بيان بـ«الصديق المحبّ، رجل الحوار، الذي واكب كل المراحل السياسية من تاريخ لبنان الحديث، المثقف الهادئ والخلوق، المحاور بدماثة وذكاء».
هذا وأبرق الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق الوزير عمرو موسى إلى عائلة النائب جان عبيد معزيا، ومستذكرا «شخصيته التي اتسمت بالسعي الدائم إلى وحدة اللبنانيين كركن أساسي من أركانه».

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد