إغلاق أبرز موانىء تصدير النفط في شرق ليبيا عشية مؤتمر برلين

0 348

العالم الآن – أعلنت المؤسسة الوطنية الليبية للنفط السبت أن قوات موالية للمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، أغلقت أبرز موانىء النفط الواقعة في شرق البلاد، وذلك عشية مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا الذي سيجمع كل الأطراف المعنية بالنزاع.

ودعا الموفد الدولي الخاص الى ليبيا غسان سلامة من برلين الى وقف كل التدخلات الخارجية في ليبيا، فيما حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن سقوط حكومة الوفاق الوطني في طرابلس سيعني حصول “الإرهاب” على موطىء قدم للانتقال الى أوروبا.

وقالت مؤسسة النفط في بيان إنه تم “إيقاف صادرات النفط في موانئ البريقة ورأس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة”، مشيرة الى أن هذا الإغلاق سيؤدي الى تراجع إنتاج البلاد من 1,3 مليون برميل يوميا الى 500 ألف برميل يوميا.

وكانت قبيلة قريبة من خليفة حفتر دعت في وقت سابق السبت الى إغلاق موانىء النفط.

وأعلن شيخ قبيلة الزوية العمدة السنوسي الحليق الزوي “انطلاق حراك إغلاق الحقول والموانىء النفطية”، مؤكدا أن “الحراك يهدف لتجفيف منابع تمويل الإرهاب بعوائد النفط”، موضحا أنه يريد الحؤول دون أن تستخدم حكومة الوفاق التي تستفيد من عائدات النفط هذه الأموال على مقاتلين من خارج ليبيا، في إشارة الى مقاتلين أتراك أعلنت أنقرة إرسالهم لدعم القوات الموالية لحكومة فايز السراج.

– “وقف فعلي لإطلاق النار” –

وتستضيف مدينة برلين الألمانية الأحد مؤتمرا تشارك فيه دول عدة بينها روسيا وتركيا والولايات المتحدة والصين وإيطاليا وفرنسا، بالإضافة الى ممثلين عن طرفي النزاع الليبي، حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج والمعترف بها من الأمم المتحدة وسلطات الشرق الداعمة للمشير خليفة حفتر.

وتشن قوات حفتر هجوماً للسيطرة على طرابلس منذ تسعة أشهر.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، حضر طرفا النزاع محادثات في موسكو لترسيخ وقف لإطلاق النار أعلِن عنه بمبادرة روسية تركية، لكن المشير حفتر غادر دون التوقيع على الاتفاق، ما أبقى الهدنة هشة عند أبواب طرابلس.

وتواجه حكومة الوفاق منذ نيسان/أبريل هجوماً على طرابلس تشنه القوات الموالية للمشير حفتر. وأسفرت المعارك عن مقتل أكثر من 280 مدنيًا وألفي مقاتل.

ويسعى مؤتمر برلين للتوصل الى موقف دولي موحد لوقف النزاع في ليبيا. ومن المتوقع أن يشارك فيه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.

وأعلن غسان سلامة في مقابلة مع وكالة فرانس برس أنّ “كل تدخّل خارجي يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على المدى القصير”، في إشارة خصوصاً إلى وقف إطلاق النار الهش، مضيفا أنّ “ليبيا تحتاج إلى وقف كل التدخلات الخارجية، إنه أحد أهداف مؤتمر” برلين.

وتلقى حكومة الوفاق دعماً تركيا، في مقابل دعم دولة الإمارات ومصر والسعودية لحفتر، في ظل أنباء تنفيها موسكو عن مشاركة مرتزقة روس إلى جانب قوات حفتر.

وأضاف غسان سلامة “ما لدينا اليوم هو مجرّد هدنة، نريد تحويلها إلى وقف فعلي لإطلاق النار، مع رقابة وفصل (بين طرفي النزاع) وإعادة نشار للأسلحة الثقيلة” خارج المناطق المدنية.

وشدد على أن “هذه الهدنة يجب ان تصمد”.

– “خطوات ملموسة” –

وحذّر الرئيس التركي في مقال نشر في مجلة “بوليتيكو” السبت من أن المنظمات “الإرهابية” ستجد موطئ قدم لها في أوروبا إذا سقطت حكومة الوفاق.

وكتب “ستكون مغادرة ليبيا (وتركها) تحت رحمة أمير حرب خطأ بأبعاد تاريخية”، في إشارة مبطنة إلى حفتر.

ووافق البرلمان التركي في وقت سابق هذا الشهر على نشر قوات في ليبيا بعد توقيع اتفاق أمني تم التوقيع عليه بين طرابلس وأنقرة.

وتابع إردوغان “ستواجه أوروبا مجموعة جديدة من المشاكل والتهديدات إذا سقطت” حكومة السراج، مضيفا أن “منظمات إرهابية على غرار تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة ستجد (…) أرضًا خصبة للوقوف مجدداً على أقدامهما”.

وأشار إلى أن مؤتمر برلين “يعد خطوة مهمة للغاية”، داعيا القادة الأوروبيين إلى “التحدث بدرجة أقل والتركيز على اتّخاذ خطوات ملموسة”.

ويفترض أن يؤكد زعماء الدول المشاركة في مؤتمر برلين في بيانهم الختامي على التزامهم بحظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011 والذي لم ينفذ إلى حدّ كبير.

كما يفترض أن يعلنوا دعمهم لإعادة إطلاق العملية السياسية في ليبيا عبر مؤتمر ليبي داخلي مقرر نهاية الشهر في جنيف، بحسب سلامة.

وغرقت ليبيا في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 بعد انتفاضة شعبية وتدخل عسكري بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد