أبو الأعلى المودودي في العبدلي – أيمن الخطيب – الأردن

0 516

العالم الآن – بدايةً ،
يشكل أبو الأعلى المودودي و أصوليته الجهادية في باكستان ركيزة أساسية للتيارات الاصولية الدعوية والجهادية
و حالة تنظيمية فكرية أيدلوجية للإسلام الحركي الطبيعي بشقيه الجغرافي والسياسي ،
وتعد الورقة السياسية للاسلام السياسي التي ناقشها المودودي في لاهور – باكستان عام ١٩٣٩ والتي طرح من خلالها أحد اهم المفاهيم ” الحاكمية ” التي تدور حولها برامج و مناهج عمل الجماعات الاسلامية بنفس الدرجة التي تدور حول هذا المفهوم جدلا ثقافيا وسياسيا
كلّف المنطقة العربية فاتورة حرب حسابها الدم منذ ما يزيد عن ثمانين عاما .

“من الحاكمية عند المودودي الى الحاكمية والفصام النكد والعزلة الشعورية عند سيد قطب ” .

يقوم مفهوم الحاكمية اصطلاحا على أن الحكم لله وحده
و جميع الآيات التي ورد فيها ” الحكم ”
– ان الحكم الا لله امر الا تعبدوه الا اياه – سورة بوسف
– كل شيء هناك هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون – سورة القصص
وغيرها في اكثر من ١٠ مواضع كان مدلول المفهوم يعاكس تماما ما ذهب اليه المودودي اولا ثم ما طور عليه سيد قطب تلميذه لاحقا .
الحكم لله بمعنى الفصل و القرار النهائي و الحسم
غير ان عمليات الهضم الأيديولوجي التدريجي والتوظيف المقصود للنص دفع بالمودودي وسيد قطب للانتقال من الحاكمية لله الى الحاكم بأمر الله .
واعتبرا كلاهما أن الجماعة هي الحاكمة بامر لله وعليه فإن الخروج عن حكم الجماعة هو خروج عن حكم الله
ومنذ ذلك الوقت بدأ التأسيس لمنهج جديد يدعى
” التكفير ” والذي يتيح تحت سقفه عمليات القتل والتصفية والهدر مصبوغة شرعيا ولها هالة دينية تبررها في كل لحظة وموقف .

التوظيف الذي حصل كان يخدم مشروع الجماعة
– الإخوان المسلمين – وكل ما ولد من رحمها من تيارات وجماعات ؛
وحسب ما ذكر عند سيد قطب في ثنائية المجتمعات الجاهلية و المجتمعات المؤمنة
و مملكة الله ومملكة الانسان وأن اذا قامت احداهما انتهت الأخرى ،
و احتكار حالة الايمان داخل الجماعة سياسيا وثقافيا وفكريا
دفعت الى ولادة العزلة الشعورية والفصام النكد
التوصيفان اللذان يصوغان شخصية الكادر في الجماعة وسيكولوجيته واللذان من شأنهما أن خلقا ميولا لقتل الآخر المختلف والخارج من الجماعة .
والتاريخ السياسي العربي شهد ولا يزال تصفيات جسدية لمثقفين و كتاب و ادباء وسياسيين على أساس الحاكمية
وما ابتلعته من توظيفات سياسية و أيدلوجية .

” ابو الأعلى المودودي في العبدلي ” .
الحادثة الأخيرة التي شهدت خطف الأمين العام لمؤسسة مؤمنون بلا حدود السيد يونس قنديل وعلى الرغم من الاختلاف مع المؤسسة من حيث جهة التمويل والموقف ،
وسبقها بعامين حادثة اغتيال الكاتب ” ناهض حتر ”
وما رافق هاتين الحادثتين من حشد وتحريض وتعبئة شعبوية و دعوات للقتل ومزاج شعبي عام يوافق على كل هذا
والتي انطلقت من قاعة سياسية تسمى مجلس النواب في “العبدلي ”
تدفعنا للتساؤل حول دور مجلس النواب أولا
ثم يدفعنا لقرع أجراس الخطر و الترقب و الحذر ثانيا .
إذ أنه صار واضحا عن أن ” المودودي ” الحالة والمرجعية والتنظير يحضر بقوة داخل مؤسسات الدولة
وثمة متحدثين باسمه يقومون بتحريك اجهزة الدولة
ويقومون بعمليات تحريض و حشد و تكفير
و بخلق رأي عام مشحون يشرعن قتل انسان او خطفه
او تعذيبه على قاعدة شرعية زائفة ،
تريد للمجتمع الأردني أن يعيش حالة خوف مستمرة
و أن يغرق تماما في وحل أدبيات الجماعة و برامجهم
هذه الجماعة التي دأبت تاريخيا على احتكار الدين في بنائها التنظيمي بنفس الدرجة التي لا تزال تسعى فيها
لاحتكار الشارع والموقف والجسد والوعي .

….

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد