عزوف الشباب الفلسطيني عن الزواج . بقلم : نادر عماد سكاكية

0 708

العالم الآن – إن ظاهرة عزوف الشباب في مجتمعنا الفلسطيني عن الزواج سببه المباشر هو عدم استطاعة الشاب المقبل على الزواج من توفير المهر المطلوب ، إذ أن ظاهرة غلاء المهور تقف سدا منيعا في وجه الشباب وتحول دون الزواج .
فكثيرا ما نسمع عن شباب تقدموا لخطبة فطلب منهم مهرا خيالي يتمثل في وزن كبير من الذهب قد يصل إلى ٣٠٠ غم من الذهب ، إضافة إلى مبلغ كبير مقدما وآخر مؤخرا.
علما أن الزواج لا يقتصر على توفير المهر بل يتطلب توفير سكن وأثاث منزل ومصاريف ونفقات لحفلات خطوبة وزفاف .
فكيف نتخيل من الشاب ذا الدخل المحدود أن يوفر كل هذه المتطلبات ، رغم أن الدين الإسلامي يحض ويشجع على تسهيل الزواج وعدم مغالاة المهور ، لأن عدم تيسير الزواج يؤدي إلى عواقب وخيمة تنعكس على المجتمع ، وهذا جليا في قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وإلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). كما أن مغالاة المهور ترهق كاهل المتقدم لزواج ، وتحمله ديونا كبيرة تأخذ منه سنوات طويلة لسدادها، مما يعني يعني حياة صعبة لزوجين بعد الزواج ، فبدل من التركيز على بناء حياة زوجية ناجحة يقضي الزوجان سنوات من عمرهم في ظروف صعبة لسداد الدين .
وعلى الرغم من علم ومعرفة الأهل بهذا الأمر إلا أنهم يستمرون في رفع المهور وكأنها منافسة ومباهة ، فالذي يطلب مهرا أعلى لابنته يكون فائزا .
وتحاشيا لكل هذه التبعيات نرى أن تكون المهور معقولة ومناسبة للشباب.
ولابد من إعادة النظر بشكل جدي في قضية المهور وحبذا لو كان هنالك إجماع على تحديد مهر معقول لغالبية الشباب لتسهيل الزواج .
وليكن هناك مثالا يحتذى به هو رسولنا (صلى الله عليه وسلم ) والذي قال: ( أقلهن مهورا اكثرهن بركة).

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد